هو مرض مزمن يتمثّل بارتفاع نسبة السكر في الدّم النّاتج عن خلل في إفراز الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin) أو خلل في عمله أو كليهما، وبذلك فهو يمنع الجسم من الاستفادة الصّحيحة من الطّاقة الموجودة في الطّعام والّتي تتمّ عادةً من خلال عمليّة الاستقلاب أو الأيض (بالإنجليزيّة: Metabolism)، حيث يقوم الجسم بشكل طبيعي بتكسير السّكريّات والكربوهيدرات الموجودة في الطّعام إلى جزيء سّكر بسيط يسمّى الجلوكوز (بالإنجليزيّة: Glucose) الّذي يدخل إلى خلايا الجسم ويُزوّدها بالطّاقة اللّازمة للقيام بأنشطة الجسم اليوميّة، وذلك بوجود هرمون الإنسولين الّذي تُفرزه خلايا البنكرياس في الدّم.[١][٢][٣]
هناك عدّة فحوصات تشخيصيّة لمرض السكري يتمّ عادةً عملها في مراكز صحيّة متخصّصة وأهمُّها؛ فحص السكر التّراكمي والمعروف اختصاراً بـ(A1c) الذي يفحص مستوى السكر في الدّم خلال الشّهرين أو الثّلاثة أشهر السابقة، ولا حاجة للامتناع عن الطّعام والشّراب قبل عمله، واختبار الغلوكور الصّومي (بالإنجليزيّة: Fasting Plasma Glucose) الّذي يفحص مستوى السكر في الدّم بعد الصّيام عن الطّعام والشّراب ما عدا الماء لمدّة ثماني ساعات على الأقلّ، وعادةً يتم عمله في الصباح الباكر، واختبار تحمل الجلوكوز الفموي (بالإنجليزيّة: Oral Glucose Tolerance Test) والّذي يتمّ فيه فحص مستوى السكر في الدّم قبل وبعد ساعتين من تناول شراب حلو المذاق مخصّص للفحص.[٤]
أنواع مرض السكري سكري النّوع الأولهو عبارة عن مرض مناعي ذاتي (بالإنجليزيّة: Autoimmune) بحيث يقوم الجسم بتشكيل أجسام مضادة يهاجم فيها خلايا البنكرياس المسؤولة عن تصنيع هرمون الإنسولين والمعروفة باسم خلايا البيتا (بالإنجليزيّة: Beta cells) وبالتالي يسبّب التّلف والأذى للخلايا، ممّا يؤثّر سلباً في فعاليّة البنكرياس، وعليه لن يتمّ تصنيع الإنسولين في الجسم بتاتاً، أوّ يقوم بتصنيع كميّات قليلة منه. ويسمّى أيضاً السكري المعتمد على الإنسولين، وذلك لأن علاج هذا النّوع لا بدّ من أن يتضمّن حُقن الإنسولين في طبقة الدّهون الموجودة تحت الجلد للسّيطرة على نسبة السكر بالدّم، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى الحمية الغذائيّة والتّمارين الرّياضيّة اليوميّة. بالرّغم من أن سكري النّوع الأوّل يمكن أن يصيب الشّخص في أيّ عمر، ولكنّه يُعتبر شائعاً بكثرة عند الأطفال وذوي الأعمار الصغيرة الأقلّ من ثلاثين عاماً، وقد يكون مرتبطاً بالعوامل الوراثية.[٢][٣]
سكري النّوع الثانييُعتبر هذا النّوع هو الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين الأنواع، حيث يمثّل نسبة 95% من حالات السكري عند البالغين، يختلف هذا النّوع عن السّابق بكونه أخف حدّة حيث يتم تصنيع الإنسولين في خلايا البنكرياس، ولكن إما أن تكون الكميّة غير كافية، وإما أن تكون هناك مقاومة للإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin Resistance)؛ أي فقدان الحساسيّة اتجاه الإنسولين، والتي تكون بشكل أساسي في الخلايا الدّهنية، والخلايا العضليّة، وخلايا الكبد.[٣]
غالبا ما يكون المصابون بهذا النّوع ممن تجاوز عمرهم الأربعين عاماً وذوي وزن زائد، حيث إنّ الأشخاص المصابين بالسّمنة لديهم مقاومة أكثر للإنسولين، ومع انتشار البدانة عند صغار السنّ لُوحظ مؤخراً زيادة أعداد المراهقين المصابين بسكّري النّوع الثّاني. ويمكن السيطرة على نسبة السكر في الدّم من خلال الدّمج بين الحِمية الغذائيّة، ومتابعة الوزن والتّمارين الريّاضية، وقد يحتاج المريض أيضاً إلى أدوية خافضة للسكر تؤخد عن طريق الفم، وقد يصل إلى مرحلة يحتاج فيها حُقن الإنسولين.[٢][٣]
سكري الحملسكري الحمل (بالإنجليزية: gestational diabetes) هو ارتفاع مستوى السكر في الدّم خلال الحمل، ويتم تشخيصه غالباً في منتصف أو نهاية الحمل، ويعود السّبب في ذلك إلى التغيّرات الهرمونيّة خلال الحمل، والتي تؤثّر في عمل الإنسولين، ممّا قد يُحدِث مقاومة بسيطة للإنسولين، وبالتّالي ترتفع مستويات السكر في الدّم. وخلال المراحل المتقدّمة من الحمل تزداد حاجة الجنين للسكر الواصل له من دم الأم عن طريق المشيمة، لذلك تجب السّيطرة على مستوى السكر عند الحامل لحماية الجنين، والتأكّد من سلامة نموّه وتطوّره، حيث يُشكّل سكري الحمل خطراً على الجنين من حيث اكتساب وزن بطريقة غير طبيعيّة قبل الولادة، ومشاكل في التنفّس عند الولادة، بالإضافة إلى مخاطر الإصابة بالسكري والبدانة خلال مراحل حياته اللّاحقة. وتعود غالباً مستويات السكر في الدّم إلى الوضع الطّبيعي بعد الولادة، ولكن تكون لدى الأم التي واجهت سكري الحمل فرصة أكبر للإصابة بمرض السكري من النّوع الثاني خلال حياتها سواء خلال أسابيع أو سنوات بعد الولادة.[٢][٣]
أعراض ارتفاع السكري أعراض الارتفاع الخفيف في مستوى السكريتظهر هذه الأعراض في حال بَقِيت مستويات السكر في الدّم أعلى من الهدف اللّازم تحقيقه، أي كانت تتراوح بين 200 و350 ملغم\ديسلتر للكبار وبين 200 و240 ملغم\ديسلتر للأطفال.[٥]
تظهر هذه الأعراض في حال استمرّت مستويات السكر في الارتفاع، حيث تكون أعلى من 350 ملغم\ديسلتر عند الكبار أو أعلى من 240 ملغم\ديسلتر عند الأطفال.[٥]
قد يرتفع السكري نتيجة أحد الأسباب الآتية:[٦]
قد ينصحك الطّبيب المعالج بعمل التّالي لعلاج ارتفاع السكري:[٦]
تراكم السكر في الدّم قد يؤذي الشّعيرات الدمويّة الصغيرة الموجودة في الكلى والعيون والقلب والجهاز العصبي بالأخصّ عند إهمال علاج المرض. لذلك قد يؤدّي مرض السكري إلى المضاعفات الآتية على المدى البعيد:[٣][٢]
المقالات المتعلقة بأعراض ارتفاع السكر